

مجلة آرا
لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ الشَّعْرَ لَيْسَ مُجَرَّدَ زِينَةٍ تَتَوَّجُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، بَلْ هُوَ أَيْضًا مِرْآةٌ لِصِحَّةِ جَسَدِهَا الدَّاخِلِيَّةِ. وَفِي حِينِ يَلْجَأُ الْكَثِيرُونَ إِلَى الْمُسْتَحْضَرَاتِ التِّجَارِيَّةِ وَالزُّيُوتِ الطَّبِيعِيَّةِ لِتَحْسِينِ مَظْهَرِ شُعُورِهِمْ، يَغْفُلُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَّا عَنْ دَوْرِ التَّغْذِيَةِ الْيَوْمِيَّةِ فِي نُمُوِّ الشَّعْرِ وَتَقْوِيَتِهِ وَمَنْعِ تَسَاقُطِهِ.
فَالطَّعَامُ الَّذِي نَتَنَاوَلُهُ يَلْعَبُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي مَدِّ بُصَيْلَاتِ الشَّعْرِ بِالْعَنَاصِرِ الْغِذَائِيَّةِ الضَّرُورِيَّةِ لِإِنْتَاجِ شَعْرٍ صِحِّيٍّ وَقَوِيٍّ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، يُعَدُّ الْبُرُوتِينَ عُنْصُرًا أَسَاسِيًّا فِي تَكْوِينِ الشَّعْرِ، الَّذِي يَتَرَكَّبُ بِالْأَسَاسِ مِنْ كِيرَاتِين، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الْبُرُوتِينَاتِ. وَلِذَلِكَ، فَإِنَّ نَقْصَ الْبُرُوتِينَ فِي النِّظَامِ الْغِذَائِيِّ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى ضَعْفِ الشَّعْرِ وَتَسَاقُطِهِ.
وَإِلَى جَانِبِ الْبُرُوتِينَ، تَلْعَبُ الْفِيتَامِينَاتُ وَالْمَعَادِنُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي صِحَّةِ فَرْوَةِ الرَّأْسِ وَدَعْمِ دَوْرَةِ الدَّمِ فِيهَا، وَمِنْ أَبْرَزِهَا فِيتَامِين (أ) الَّذِي يُسَاهِمُ فِي إِنْتَاجِ الزُّيُوتِ الطَّبِيعِيَّةِ فِي فَرْوَةِ الرَّأْسِ، وَفِيتَامِين (هـ) الَّذِي يُعَدُّ مُضَادًّا قَوِيًّا لِلْأَكْسَدَةِ وَيُعَزِّزُ الدَّوْرَةَ الدَّمَوِيَّةَ، وَفِيتَامِين (د) الَّذِي أَظْهَرَتِ الدِّرَاسَاتُ دَوْرَهُ فِي تَكْوِينِ بُصَيْلَاتِ شَعْرٍ جَدِيدَةٍ.
أَمَّا الْحَدِيدُ، فَهُوَ لَا يَقِلُّ أَهَمِّيَّةً، إِذْ يُؤَدِّي نَقْصُهُ إِلَى ظُهُورِ أَعْرَاضِ فَقْرِ الدَّمِ، وَمِنْ أَبْرَزِهَا تَسَاقُطُ الشَّعْرِ. كَمَا يُعْتَبَرُ الزَّنْكُ وَالْبِيُوتِين (فِيتَامِين B7) عَنَاصِرَ لَا غِنَى عَنْهَا فِي دَعْمِ نُمُوِّ الشَّعْرِ وَتَقْوِيَتِهِ.
وَبِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ الْمَاءَ يُعْتَبَرُ جُزْءًا أَسَاسِيًّا مِنْ مُعَادَلَةِ الْجِمَالِ، فَتَرْوِيَةُ الْجِسْمِ بِكَمِّيَّةٍ كَافِيَةٍ مِنَ السَّوَائِلِ تُسَاهِمُ فِي تَرْطِيبِ فَرْوَةِ الرَّأْسِ وَالْحَدِّ مِنَ الْجَفَافِ وَالْقِشْرَةِ.
فِي الْمُقَابِلِ، يُؤَدِّي الْإِفْرَاطُ فِي تَنَاوُلِ السُّكَرِيَّاتِ وَالْمُنْتَجَاتِ الْمُصَنَّعَةِ إِلَى ارْتِفَاعِ نِسَبِ الْتِهَابِ فِي الْجِسْمِ، وَهُوَ أَمْرٌ قَدْ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى بُصَيْلَاتِ الشَّعْرِ، فَيُسْرِعُ مِنْ ضُعْفِهَا وَتَسَاقُطِهَا.
إِنَّ جَمَالَ الشَّعْرِ لَا يَبْدَأُ مِنْ الزُّجَاجَةِ أَوْ الْأَنْبُوبِ، بَلْ مِنَ الصَّحْنِ الَّذِي تَضَعِينَهُ أَمَامَكِ. فَالتَّغْذِيَةُ الْمُتَوَازِنَةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الْبُرُوتِينَاتِ وَالْفِيتَامِينَاتِ وَالْمَعَادِنِ، مَعَ شُرْبِ كَمِّيَّاتٍ كَافِيَةٍ مِنَ الْمَاءِ، تَكُونُ الْخُطْوَةَ الْأُولَى نَحْوَ شَعْرٍ نَابِضٍ بِالْحَيَوِيَّةِ وَالْجَمَالِ.